أراضٍ محرّرة
معرض وبرنامج حول الأرض ومصادرتها والمقاومةOpening Hours
Thursday: 3 p.m.-8 p.m.
Friday: 3 p.m.-8 p.m.
Saturday: noon-8 p.m.
Sunday: noon-8 p.m.
Save the Date
all ages welcome
Arabic/in German/in English
يتكشّف مشروع «أراضٍ محرّرة» العابر للمجالات تدريجياً من خلال برنامج دراسي ومعرض فني وسلسلة من الفعاليات المفتوحة للجمهور. تمتد جذور هذا المشروع في تربة من التعاون، تحتضن مبادرات وتعاونيات فلاحية على مستوى القاعدة من فلسطين، تنتظم في نضالها حول قضايا صون الأرض والاستقلالية الأهلية والتعافي البيئي، وذلك بغية استقراء ممارسات ومقوّمات جدير بها أن تفرز علاقات مغايرة، تجمع ما بين الأرض والحياة، في سياق بطش الاستعمار الاستيطاني والكارثة البيئية الراهنين. في هذا المفترق المحوري، ومع تنامي حدّة توسع استيطاني لا يعرف قيداً يتجاوز فلسطين إلى ما جاورها، يطرح هذا المشروع عدة تساؤلات: كيف تصير البيئة وسيلة وأداة مسوّغة في يد مساع عنف وإقصاء؟ كيف لنا أن نصوغ أفقاً يتجاوز حدود منظومة الاستيطان؟ ما هي أوجه الصلة التي تجمع ما بين حرث الأرض وتحريرها؟ كيف لمن نُفي من أرضٍ أن يبقى على درب مقاومة احتلالها؟
من بين شتى الطرائق والأشكال التي يتّخذها بطش الاستعمار الاستيطاني، نشهد اليوم على "المحيط الحيوي للحرب" بحسب تعبير غسّان أبو ستّة. إن سياسة الأرض المحروقة – أي التدمير والتلويث الممنهج لمصادر المياه وأنظمة الري ومصادر الغذاء والمزارع والحيوانات والنباتات – ما هي إلا عدوان على مقومات الحياة في ذاتها، ومحاولة لتحويل الأرض إلى حاضنة للموت والقحط. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الأرض محل المقاومة وإنتاج العوالم والتجدد. من هذا المنطلق، يسعى «أراضٍ محرّرة» إلى تسديد دائرة الضوء على الموقع الوسيط والثابت الذي تحتلّه الأرض اليوم باعتبارها مرتع المقاومة والتجدّد في آن معاً، انطلاقاً من سؤال الفلاحة كونها مدخلاً يفضي إلى حزمة أوسع من الهموم المجتمعية والاقتصادية والسياسية والبيئية. لطالما احتلت قضية الفلاحة موضع الصدارة في النضال الفلسطيني من أجل التحرير. واليوم، ها هي التعاونيات الزراعية والمزارع الأهلية ومشاتل النباتات الأصيلة ومكتبات البذور والمصارف الأهلية والمجالس المحليّة وغيرها من المبادرات تنتشر في ربوع فلسطين، تشير بالبنان لبزوغ نموذجاً إنتاجياً مغايراً، قوامه العمل التعاوني والتشارك في الموارد والتجدد البيئي. تناهض هذه الممارسات، جميعاً، مساعي الاحتلال للهيمنة على القوى الإنتاجية، وتجاهد لتحقيق السيادة الغذائية، ولتنمية نوعاً من اقتصاد المقاومة الذي يتيح للفلسطينيين إمكانية التجرّد من المنتجات ومن سوق العمل الإسرائيليين. هكذا تقترن قدرة المجتمع على إنتاج غذائه بقدرته على البقاء على أرضه، مقاوماً التوسع الاستيطاني ومحارباً آليات العقاب الجماعي - شأن سياسات التجويع - المُسخرة لقمع النضال السياسي. هكذا يغدو حرث الأرض فعل ممانعة سياسية وبيئية واقتصادية، وإقراراً للمصير في مجابهة تلك التهديدات.
يشير عنوان المعرض «أراضٍ محرّرة» إلى تطلّع لعالم قلق، لا تتعيّن فيه علاقة الناس بأرضهم بموجب مقوّمات الاستعمار الاستيطاني، كالهيمنة والبطش والدمار البيئي. واستناداً إلى كتابات ناصر أبو رحمة، نقترح استيعاباً لممارسات "الإقلاق" باعتبارها أكثر من مجرد تعطيل للوضع القائم، كونه غرساً لزمن مضاد: زمن جامح آبق يسري من تحت زمن منظومة الاستيطان القمعي. إن هذه الممارسات لتتجاوز مجرد البقاء أمام استلاب لا يهدأ، إذ هي بمثابة رفض سياسي لمنظومة الدوام الاستيطانية، وانفتاح على مستقبل غير مأسور.
تلك رؤوس أقلام، يستقرئها البرنامج بسبل عدة نسعى لتطويرها على مدار عشرة أشهر: (1) شراكات نعقدها مع تعاونيات زراعية ومبادرات فلاحية في فلسطين، بغية تعزيز تنمية المقوّمات اللازمة والتعاطي مع الاحتياجات المادية المُلحة في اللحظة الراهنة، (2) معرض فني يقام في برلين في عدة فصول، يتعرّض لتساؤلات المشروع الأساسية من خلال طروحات فنيّة، بعضها يقتفي آثار تحويل الأرض إلى سلاح في يد باطشة، وبعضها الآخر يستحضر الأرض في تداعياتها الشعرية والمجتمعية والوجدانية والسياسية، (3) مكتبة متنامية يضمها المعرض بين جدرانه، تحوي نصوصاً وإصدارات ومواد سمعية وبصرية بعضها حديث الإصدار، تطرح في مجملها أدوات لدراسة جمعية تتناول التنظيمات الفلاحية والشعبية المناهضة للاستلاب الاستعماري، (4) برنامج دراسي يقام بعضه عبر الإنترنت، يفتح مساحة للتلاقح ما بين الممارسين/ ات البيئيين/ات من شتى أرجاء العالم الجنوبي، تتعرض لتاريخ النضال الفلاحي وتوسّع من الأفق الجغرافي للمشروع ليتضمن سبر أغوار استمرارية الاستعمار والإبادة، (5) فعاليات مفتوحة، منها المحاضرات والدروس وعروض الأفلام والعروض الأدائية التي تشتبك مع التواريخ المتواشجة لاغتصاب الأراضي، تستند إلى صمود أنماط من الإباء والتحرر والتضامن.
القيّمتان: جود التميمي ولمى الخطيب
بمشاركة أحمد الأقرع وباسل عباس وروان أبو رحمة وبيان أبو نحلة وجومانة منّاع ورنا نزّال حمادة وكمال الجعفري ومركز الفن الشعبي ومؤيّد أبو أمّونة وغيرهم/ن.